ads

" كوداك Kodak " ‏من السيطرة على السوق إلى الإفلاس !

 " كوداك Kodak " ‏من السيطرة على السوق إلى الإفلاس !


النجاح المستمر لديه اسس واستراتيجيات  لكي يستمر ، ولا يجب الإستهانة بابسط الاسباب ، فكلما كان الارتفاع كبير كان السقوط مدوي ومميت 
العديد من الشركات سيطرت على الأسواق لسنوات كبيرة واكثر ، لكن بسبب اخطاء بسيطة سقطت واختفت كأنها لم تكن ، هنا سنتحدث عن قصة إفلاس شركة  ظلت متربعة على عرش النجاح لمدة  تزيد عن 133 سنة ، فمن هي  هذه الشركة ؟
وكيف لها ان تفلس  بعد أكثر من 130 سنة من النجاح ؟
وما هي  أسباب هذا الإفلاس ؟

" كوداك Kodak " ‏من السيطرة على السوق إلى الإفلاس !


قصة اليوم عن شركة " كوداك " وحتى تعلم حجم هذه الشركة ، شركة كوداك ظلت متربعة على عرش صناعة الكاميرات لمدة 133 سنة ، فإن كنت فقط من اجيال ما قبل الاندرويد فستكون قد عرفتها ، لانها كان اكبر مسيطر على سوق آلات التصوير آنذاك ، ولك ان تتخيل 133 سنة من الاستحواذ على اكثر من 90% من سوق صناعة الكاميرات في أمريكا فقط ، ناهيك عن الاسواق العالمية الاخرى ، وفي الآخر أعلنت إفلاسها عام 2012 ، لكن ما السبب ؟

في عام 1975 ، بدأ موظف كوداك الشاب " Steven Sasson " مهمة كبرى في الشركة وهي تطوير أول كاميرا تستخدم حساسات إلكترونية لالتقاط الصور وتخزينها رقمياً بدلاً من استخدام الشرائط التقليدية ، وبعد جهود امتدت عامين كانت النتيجة هي أول كاميرا رقمية في التاريخ ، فقد كانت قفزة بالنسبة لكونها أول كاميرا رقمية على الإطلاق ، لكن عندما تم تقديم الكاميرا الرقمية لإدارة كوداك للمرة الأولى ، لم تكن ردة الفعل حماسية حقاً كما توقع " ستيفن " ، بل أن الإدارة أخبرته : أن " الاختراع لطيف ، لكن أبقه مخفياً " لأن الشركة لا تفكر بالاستثمار في الكاميرات الرقمية 

في الواقع لم تصدر كوداك كاميرتها الرقمية الأولى حتى عام 1991 بعد 14 عاماً من الاختراع ، فقد كان لدى مدراء كوداك مبرر مقنع ربما في تلك الفترة ، الشركة التي بنيت بشكل كامل على مبيعات الأفلام وأوراق طباعة الصور لا تريد أي اختراع من الممكن أن يهدد مجال عملها الأساسي ، وفكرة إصدار كاميرا رقمية حينها كانت مجرد طرح منافس لمنتجاتها الموجودة مسبقاً ، وبالطبع لا توجد شركة تريد لأحد منتجاتها أن يقضي على منتج آخر ، وبالأخص إن كان المنتج الجديد لا يجلب نفس كمية العائدات السابقة

من منظور مسؤولي " كوداك Kodak " كانت فكرة التصوير الرقمي نفسها غير مشجعة ، إذ أن العملاء يريدون صوراً يستطيعون الإمساك بها دون الاعتماد على وسيط رقمي وحتى إرسالها بالبريد ، لكن يبدو أن الشركة لم تكن مدركة حقاً لما سيحمله المستقبل ، وبالنتيجة دفعت الثمن غالياً 

ومن هنا يبدأ الفصل قبل الأخير من النهاية ، محاولة اللحاق السوق المتأخرة وبداية النهاية بينما كانت " كوداك " تتجاهل فكرة الكاميرات الرقمية أصلاً ، فقد بدأت العديد من الشركات الأخرى بالتجربة في المجال ، ورغم هذا استمرت " كوداك " بالتجاهل المستمر للأمر حتى عام 1991 عندما رضخت أخيراً وأطلقت كاميرا شبه رقمية ولكنها فشلت لأن الكاميرات التي في السوق اقوي ومتقدمة عنها ، وبعد فشل هذه الفكرة بدأت كوداك بإنتاج كاميرات رقمية حقيقية ، لكن التركيز بقي على الطباعة وكون الطريقة الوحيدة للاستمتاع بالصور هو حفظها ورقياً بدلاً من رقمياً ولكنها فشلت أيضا لتأخرها الشديد عن المنافسين ، فمع مطلع الألفية بدأت الأمور بالتغير بسرعة ، إذ انخفضت مبيعات الكاميرات التقليدية بسرعة كبيرة ، وبحلول عام 2012 كانت الشركة قد أشهرت إفلاسها على أمل إعادة تنظيم ديونها وهيكلة نفسها بشكل أفضل للتعايش مع الحقبة التالية 

‏لفترة من الزمن حاولت كوداك الدخول في بعض المجالات الجديدة ، إذ جربت الكاميرات الرقمية الرخيصة دون فائدة ، كما أصدرت هاتفاً ذكياً فشل تماماً ، ومن ثم حاولت الدخول في عالم العملات الرقمية وطرق تعدينها دون جدوى ، ما يعني ان الشركة اصبحت كغريق يبحث عن اي شيء للتشبت به ، لكن دون جدوى 

اليوم تعمل " كوداك " في مجالات الطباعة التقليدية وثلاثية الأبعاد والتغليف ومع أن عائدات الشركة اليوم لا تزال كبيرة نسبياً ' حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي ' فهي أصغر بكثير من أيام مجد الشركة ، عندما كانت المسيطرة في صناعتها قبل أن تترك الطريق لشركات مثل كانون Canon ونيكون Nikon للسيطرة على المجال 

بالمحصلة أهم ما يمكن ملاحظته من قصة كوداك هو أهمية التنبؤ بالمستقبل وتمييز الاختراعات الهامة منذ البداية ، حيث أن الشركة ازدهرت في الفترة التي تبنت فيها تقنياتها الهامة لكنها فقدت معظم أهميتها وقيمتها عندما فشلت في إدراك أهمية اختراع الكاميرات الرقمية 

وملخص القصة : من لا يتجدد يتبدد ، ومن لا يتقدم يتقادم ، ومن لا يتطور يتدهور ، ومن لا يتعلم يتألم 
قد تكون أحداث هذه القصة متقاربة جدا مع أحداث شركات اخرى ، مثل شركة نوكيا ، لكن كن واثقا أن هذه القصة سوف تكون متقاربة مع اي شركة ستفلس في المستقبل

فلا تتوقف عن التطوير

ads2

wast

coinpayu

ads1